فأسرع إليهم بجيشه، وحث السير ليباغتهم، قبل أن يتحركوا (كما هي عادته) في تأديب الأعراب.
ولكن بني سُلَيم لما بلغهم أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قد تحرك بجيشه نحوهم, تفرقوا في الجبال ولم يثبتوا للقاء، ولكن الرسول (إمعانًا في إرهاباهم) جاس بدوريته خلال ديارهم، ولم يرحل عنها إلا بعد أن أقام بها شهرين، وقد كان القيام بهذه الحملة في شهر ربيع الأول من السنة الثالثة للهجرة.
[٧ - سرية زيد بن حارثة]
غير أن أهم هذه المناوشات (في تلك الفترة) هي تلك الحملة العسكرية الموفقة التي قادها زيد بن حارثة الكلبى (١) بعد سبعة أشهر من معركة بدر.
وتفصيل ذلك أن قريشًا بعد هزيمتهم في معركة بدر وسيطرة المسلمين على منطقة يثرب حتى البحر غربًا أصبحوا لا يأمنون الطريق الغربية التي كانوا يمرون عبرها بتجارتهم من الشام إلى مكة والتي تمر بالقرب من يثرب.
وقد كانت هذه الطريق أيسر وأقرب طريق بالنسبة لسير القوافل من مكة إلى الشام وبالعكس، فكان المكيون (عبر مئات السنين) يمرون بهذا الطريق بقوافلهم، فيدخلون الشام عن طريق الحدود الأردنية الحالية، وهي أول حدود الشام القديمة بالنسبة لجزيزة العرب، حيث كان (في ذلك الوقت) كل من سورية والأردن وفلسطين ولبنان يُعبّر