للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في جوهر الإسلام ويوسوسون به لدى المثقفين العصريين من المنتسبين إلى هذا الدين. والذين طالمًا تأثروا بهذه الوساوس فنأت بهم عن حظيرة الإسلام إذ تكون هذه الوساوس سببًا في تشككهم في صلاحية هذا الدين وعدالته .. أمَّا لماذا يلغ الإسلام العمل بنظام الرق الناتج عن الحرب؟ فإنا سنجيب عليه، وجوابنا سيكون (طبعًا) من ناحية جدلية منطقية عقلية، .. لا من الناحية الدينية التي تعتمد على نصوص القرآن والحديث، لأن الذين يتقدمون (عادةً) بمثل هذا السؤال لا يؤمنون بالقرآن ولا بالحديث. أما الجواب فهو:

١ - لقد قلنا إِن الإِسلام جاءَ إِلى الوجود. والرق نظام عالمى وعملة اقتصادية تتعامل بها جميع الأُمم دونما استثناءٍ، .. والرق الناتج عن الحروب هو نوع من أنواع هذا الرق.

فكان المغلوبون يصيرون، هم ونساؤهم وأَطفالهم عبيدًا للغالب تمشيًا مع هذا العرف العالمى والنظام الأُممى السائد عند ظهور الإسلام، ولا كان المسلمون يشتبكون مع خصومهم في حروب كثيرة فإن خصوم الإسلام إذا ما انتصروا على المسلمين (والحرب سجال) فإنهم (تمشيًا مع هذا النظام السائد) يسترقونهم رجالًا ونساءً وأطفالًا.

[الاسترقاق في الإسلام معاملة بالمثل]

ب - فكان من البدهى المتمشى مع العدل والعقل والمنطق أن يُشرع الإسلام لأَتباعه السير على نظام الاسترقاق الحربى المتبع قبل ظهور هذا الدين.

<<  <  ج: ص:  >  >>