مغترين بكثرتهم وقوة تسليحهم ووفرة أبطالهم المشهورين بين العرب لذلك كانوا هم البادئين بالهجوم والداعين إلى المبارزة دائمًا.
[نقل المعركة حول لواء قريش]
وكان ثقل المعركة يدور حول لواء المشركين، فقد كان هجوم المسلمين المضاد (١) مركزا (بصفة خاصة) على حملة هذا اللواء، ولذلك دار القتال (أول ما دار) بضراوة وعنف حول هذا اللواء.
فقد كان حملته من صناديد قريش المشهورين بالشجاعة والثبات وقد كان هدف المسلمين من تركيز الهجوم على حملة اللواء، الإطاحة بهذا اللواء، لأن الإطاحة باللواء (وخاصة في ذلك العصر) يعجل بهزيمة من يسقط لواؤهم، ولهذا كان لا يتحمل مسئولية حمل اللواء في تلك المعارك إلا الأبطال المغاوير.
[مصرع قائد حملة لواء مكة]
وقد أبدى حملة اللواء العبدريون من ضروب الشجاعة والثبات ما أثبت أنهم (فعلًا) في مستوى مسئولية حمل الألوية، فقد قاتلوا حول لوائهم بضراوة وشراسة وعناد، وظلوا محافظين عليه مرفوعًا، يدافعون عنه دفاع المستميت حتى أباد المسلمون مفرزتهم عن بكرة أبيها.
وكان أول وقود المعركة قائد حملة لواء المشركين (طلحة بن أبي طلحة العبدري)، كان من أشجع فرسان قريش وكان يوم أحد راكبًا جملا ومعه لواء مكة، وكان المسلمون (لشجاعته) يسمونه كبش الكتيبة.
(١) يطلق على الهجوم المضاد، اصطلاح الهجوم المقابل في الجيش العراقي.