للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إسلام ملك هوازن وقائدها مالك بن عوف (١):

كان مالك بن عوف قائد هوازن وملكها قد قاتل قتالًا مريرًا يوم حنين هو وقبيلته بنو نصر حتى استحر القتل بينهم وكادوا أن يفنوا.

غير أن القائد مالكًا لما رأى أن هوازن قد خسرت المعركة، وأنَّ الاستمرار في مقاتلة المسلمين لم يعد نافعًا ولا مجديًا لهوازن قرر الانسحاب مع هيئة أركان حربه من مكان المعركة لينجو بن سيوف المسلمين.

فانسحب إلى بلاده عن طريق نخلة (وهو المسمى اليوم باليمانية)، ثم استمر في الهرب حتى وصل وادي ليَّة بالقرب من الطائف، وهناك تحصن في حصن له. ثم تَرَك وادي ليَّة والتحق بالطائف حيث تحصن مع ثقيف في حصنها. وكانت ثقيف من أهم بطون هوازن.

وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو في طريقه لمحاصرة الطائف - قد هدم حصن مالك بن عوف وحرّقه بالنار عندما مرّ - صلى الله عليه وسلم - بهذا الوادي.

[النبي يعلن العفو عن مالك بن عوف]

ويذكر أصحاب المغازي والسير أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - بعد أن فرغ من تقسيم الغنائم في الجعران وأعاد السبى إلى هوازن سأل وفدهم عن ملكهم وقائدهم


= ٩٥٤ والسيرة الحلبية ج ٢ ص ٢٥٠ - ٢٥٢ وأسد الغابة ج ٢ ص ٢٠٨ - ٢٠٩ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٣٤٢ ص ٣٥٣ - والكامل في التاريخ ج ٢ ص ١٣٢ - ١٣٣.
(١) هو مالك بن عوف بن سعد بن ربيعة بن يربوع بن وائلة بن دهمان بن نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن النصرى، قال في أسد الغابة: يكنى أبو علي، كان مالك شجاعًا مقدامًا إلى حد التهور. وهو الذي كان يرأس المشركين يوم حنين لما انهزم المسلمون وعادت الهزيمة على المشركين، وكان مالك ملكًا توجًا على هوازن .. ويذكر أصحاب السير والتراجم أن مالكًا حمل بنفسه يوم حنين على النبي - صلى الله عليه وسلم - قاصدًا قتله، وكان مالك على فرس له يقال له: مجاج، فأحجم الفرس ولم يتقدم، ثم أراده ليحمل على الرسول - صلى الله عليه وسلم - فلم يتقدم أيضًا فقال مالك:
أقدم مجاج إنه يوم نكر ... مثلى على مثلك يحمى ويكر
ويطعن الطعنة تهرى وتهر ... لها من الجوف نجيع منهمر
ويقلب الحامل فيها منكسر ... إذا اخزألت زمرًا بعد ومر
أسلم مالك بن عوف وحسن إسلامه، وقد جعله النبي - صلى الله عليه وسلم - أميرًا على من أسلم من قومه قيس عيلان .. وقد شهد مالك بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتح الشام وشهد القادسية أيضًا بالعراق مع سعد بن أبي وقاص. ولم نجد فيما بين أيدينا من تراجم متى وأين توفى مالك بن عوف.

<<  <  ج: ص:  >  >>