للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[استخبارات الرومان في شمال الجزيرة]

وكان شرحبيل بن عمرو الأزدي. عاملا للرومان على مناطق الشام الجنوبية المتاخمة للجزيرة العربية. فكان أول من تلقى من جواسيس الرومان في المدينة أنباء تحركات الجيش النبوى. فبعث إلى الرومان من يخبرهم خبر تحرك المسلمين نحو الشام. ثم أخذ في حشد الجيوش من القبائل الموالية للرومان في جنوب الشام. وفي الوقت نفسه بعث أخاه سدوس طليعة مع بعض رجاله، يستكشفون له خبر الجيش الإسلامي.

أما جيش الإسلام فقد واصل تحركه حتى نزل وادي القرى فاستراح به أياما، ثم واصل تحركه نحو الشمال.

[مقتل أخي قائد الأعداء]

وقد التقت طلائع الاستكشاف في الجيش الإسلامي بسدوس وفصيلة استخباراته فاشتبكت معهم داخل الجزيرة (وهم يقومون بالتجسس على ما يظهر) فتمكن المسلمون من قتل سدوس. أخي القائد العميل لرومان (شرحبيل بن عمرو الذي أعدم رسول النبي - صلى الله عليه وسلم -).

فخاف شرحبيل خوفا شديدا (بعد مقتل أخيه) وتحصن. ثم طلب النجدة من القيادة الرومانية العليا التي كانت موجودة مع الإمبراطور (هرقل) في بيت القدس. فسارعت هذه القيادة إلى نجدة شرحبيل بن عمرو بقوات كثيفة جدًّا.

[عدد الجيش الروماني]

وذكر الواقدي أن الرومان قد حشدوا لملاقاة المسلمين مائة ألف مقاتل كلهم من مرتزقة العرب المتنصرة (بلى وبهراء ووائل وبكر ولخم وجذام) وغسان وإن مكان تجمع هؤلاء، المرتزقة كان بلدة (مآب) (١) وكان قائدهم


(١) مغازي الواقدي ج ٢ ص ٧٦٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>