للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد أَغار عليهم زيد بن حارثة، وفي طريقه وجد امرأَة من مزينة يقال لها: (حليمة) فدلتهم على محلة من محال بني سلم، فأَغاروا عليهم وأَوقعوا بهم، ففر من (سُليم) من قدر على الفرار، ووقع الباقون أسرى في يد رجال السرية.

كما استولى رجال زيد بن حارثة على مجموعة من الإبل والغنم فقفلوا راجعين إلى المدينة ومعهم المرأَة (حليمة المزنية) وزوجها أَسيرين غير أنهم لما وصلوا المدينة وأخبروا النبي - صلى الله عليه وسلم - الخبر، وهب للمرأَة المزينية نفسها ووهب لها زوجها مكافأَة لها على إرشادها لرجال السرية، فأطلق سراحهما (١).

-٨ -

حملة العيص (٢) .. جمادى الأولى سنة خمس من الهجرة

كان سبب هذه الحملة أنه بلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - أن عيرًا لقريش قد أقبلت من الشام عائدة بالبضائع إلى مكة.

ولم يكن بين النبي - صلى الله عليه وسلم - وبين قريش في تلك الفترة أَي صلح أو معاهدة، وإنما كانوا في حالة حرب، والجو بين الفريقين على غاية من التوتر .. لا سيما المسلمون الذين لم ينسوا بعد ذلك الغزو الظالم الغاشم المخيف الذي تعرضت له المدينة حيث فرض عليها أبو سفيان


(١) طبقات ابن سعد ج ٢ ص ٨٦.
(٢) العيص (بكسر أوله) موضع على ساحل البحر الأحمر، يقع شمال غربي المدينة، تمر به القوافل الآتية من الشام لمكة، ويبعد عن المدينة مسافة أربع ليال بسير القوافل.

<<  <  ج: ص:  >  >>