ولم ينقطع اليهود (يساندهم المنافقون) عن التشويش على الدعوة الإسلامية وخلق المتاعب لصاحبها، فقد ظل كل فريق، بل كل فرد منهم يعمل في هذا السبيل التخريبي.
فبينما ظل اليهود في التشويش على النبي ودعوته ينشرون ظلالًا من الشكوك حولها وحول حاملها بما يثيرونه من جدل عقيم، وأسئلة متعنتة لا تمتُّ إلى البحث العلمي بشيء، كان المنافقون الذين يخالطون المسلمين (بحكم تظاهرهم بالإسلام) يثيرون المتاعب للعهد الجديد بإقامة العراقيل ونشر الأَرجاف، وتدبير المؤامرات، للتفريق بين المسلمين.
[وكر الدس والتآمر]
حتى إن هؤلاء المنافقين بلغ بهہم الحرص على الإطاحة بوحدة المسلمين إلى أن اتخذوا لهم وكرًا يجتمعون فيه لتدبير المؤامرات وتنسيق الدسائس للتفريق بين المسلمين.
ولكي يتمكنوا من فعل ذلك بحرية تامة بنوا لهم مسجدًا يتظاهرون فيه بأَداء الصلوات، ولما كان لهم حكم المسلمين لاعتناقهم الإسلام ظاهرًا، لم يمنعهم أَحد من إقامة هذا المسجد.
إلا أَنه لم يمض وقت طويل علي بناء هذا المسجد، حتى تبلغ الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن هذا المسجد إنما بيناه المنافقون ليتخذوا منه ستارًا لحبك الدسائس ورسم الخطط للإضرار بوحدة الأُمة وسلامتها، وبعد أن تأكد الرسول - صلى الله عليه وسلم - من هذه الحقيقة أمر بهدم هذا المسجد، الذي لم يكن في حقيقته إلا وكرًا للتآمر ضد الإسلام والمسلمين. وفي المنافقين الذين بنوا هذا المسجد، أنزل الله تعالى قوله: