[النبي - صلى الله عليه وسلم - يسلم أبا بصير لقريش]
وبعد أن تسلم النبي - صلى الله عليه وسلم - خطاب سيد بني زهرة. وعرف مضمونه. لم يسعه (وهو سيد من أبر وأوفى بالعهد) إلَّا أن يُسلم (أبا بصير) إلى رسولي قريش. وفاءًا بالعهد الذي أعطاه لها في الحديبية ..
فقد استدعى النبي - صلى الله عليه وسلم - أبا بصير. فأخبره أنه لا بد له من أن يُسلمه لرسولى قريش ليعودا به إلى مكة. فقال أبو بصير (في حرقة وألم): يا رسول الله. أتردُّنى إلى المشركين يفتنوننى في دينى؟ ! .
فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: يا أبا بصير إنا قد أعطينا هؤلاء القوم ما قد علمت، ولا يصلح لنا في ديننا الغدر. وإن الله جاعل لك ولن معك من المستضعفين فرجًا ومخرجًا. فانطلق إلى قومك (١).
[كيف يصنع الإيمان الراسخ]
ولم يسمح إيمان الشاب أبي بصير الراسخ له بأن يناقش أو يجادل في أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بل صدع به وألقى بيديه إلى مندوبى قومه من المشركين ليوثقاه كتافًا رغم علمه أن ذلك قد يعني إعدامه في سجون مكة.
فغادر أبو بصير المدينة في حراسة العامريين المشركين. وقد حز ذلك في نفسه ونفوس المسلمين (ما في ذلك شك). ولكنه الوفاء بالعهد. وأمر الرسول - صلى الله عليه وسلم - الذي لا يجوز لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يخرج عليه.
[أبو بصير يقتل حارسيه ويعود إلى المدينة]
لقد كان أبو بصير شابًّا قويًّا وشجاعًا. مع ذكاء وفطنة. وإذا اجتمعت الشجاعة والقوة والفطنة والذكاء إلى الإِيمان الراسخ. كان لذلك أروع النتائج.