للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من قومه الأشرار وبعض القبائل الأخرى المأجورة الذين بلغ عددهم الألف، فغدر بالمسلمين وهم في جوار عمه، إذ هجم عليهم على حين غرة فأبادهم عن بكرة أبيهم بعد أن قاوموا مقاومة باسلة (١).

[من آثار النكبة]

وقد اهتز المجتمع الإسلامي في يثرب لهذه الفاجعة وتأثر النبي - صلى الله عليه وسلم - لها تأثرًا عظيمًا، بينما سر المنافقون واليهود سرورًا بالغًا، وكان من أثر هذا السرور أن نفخ الشيطان في مناخر يهود بنى النضير فنشطت في نفوسهم نوازع الشر والغدر والخيانة، فتحركوا في جديد وعادوا إلى مؤمراتهم الخبيثة، وفي هذه المرة توسعوا في مخططاتهم الإجرامية مستغلين أثر النكبة الجديدة التي نزلت بالمسليمن في بئر معونة بنجد، وكذلك التي نزلت بهم بعدها في ذات الرجيع.

فقد بلغت الجرأة بهؤلاء اليهود إلى أن يخططوا لارتكاب أشنع جريمة عرفها التاريخ، وهي اغتيال النبي - صلى الله عليه وسلم -، فبعد عدة أيام من الكارثة التي أصيب بها المسلمون في ديار بنى عامر بنجد سنحت الفرصة ليهود بنى النضير فعقدوا العزم على تنفيذ مخططهم الإجرامى باغتيال الرسول الأعظم - صلى الله عليه وسلم - في ديارهم. فقد صادف أن رجلًا من المسلمين (عمرو بن أمية الضمرى) كان خارج المدينة، فقتل رجلين من بنى عامر الذين غدروا بالسبعين من الصحابة وهو يظن أنه قد ثأر للمسلمين، ولم يعلم أن النبي


(١) انظر تفصيل هذه الفاجعة في كتابنا (غزوة الأحزاب) الفصل الأول.

<<  <  ج: ص:  >  >>