وقد سقط قتلى كثيرون من اليهود الذين كانوا يدافعون عن حصن الصعب بن معاذ، كما وقع عدد منهم في الأسر.
[معدات ثقيلة وأسلحة يستولى عليها المسلمون في حصن الصعب]
وبالإِضافة إلى المواد الغذائية الكثيرة التي استولى عليها المسلمون في هذا الحصن، وجدوا -تحت الأرض مدفونًا- آلات حربية وأسلحة كثيرة مختلفة، بينها دروع وسيوف ومنجنيقات "وهي آلات قاذفة مهمتها تدمير القلاع والحصون" كما وجدوا من الالآت الحربية دبابات (وهي آلات من الحديد على شكل صفائح كبيرة العرض والطول تصنع ليتقدم خلفها الجنود لتحميهم من السهام والحراب عندما يريدون مهاجمة حصن أو قلعة لفتحها).
والدبابات آلات واقية متطورة لا تستعملها في تلك العصور إلا الجيوش الرومانية والفارسية لكونها أرقى الجيوش تنظيمًا في العالم آنذاك.
ولا يدرى أحد كيف حصل يهود خيبر على هذه الدبابات التي لا يعرف أن أحدًا كان يصنعها أو يستعملها في جزيرة العرب في ذلك الوقت أو قبله.
ولا يستبعد أن يكون يهود خيبر قد جلبوها من الشام أو أنهم كانت لهم خبرة بصنعها فصنعوها محليًا في خيبر عندما شعروا بخطر الغزو الإِسلامي.
ثم أن الذي يثير سؤالًا آخر هو أن الدبابات التي غنمها المسلمون من يهود حصن الصعب هي آلات هجومية تستخدم في الهجوم على المدن والقلاع، فهل كان اليهود يعدّون العدة لغزو المدينة فأعدوا هذه الدبابات ليستخدموها في الهجوم على المدينة؟
إن الجواب على هذا السؤال (بنعم) هو التفسير الصحيح لوجود هذه الدبابات لدى اليهود في خيبر وخاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار أن هذه الدبابات هي آلات هجومية بينما المعركة في خيبر بالنسبة لليهود هي معركة دفاعية لا تحتاج إلى هذه الدبابات.