وبهدم صنم اللات انتهت خرافة من أعظم الخرافات في جزيرة العرب، وهي خرافة اللات أعظم الآلهة عند الوثنيين العرب، ثم قام المغيرة بن شعبة وأبو سفيان بن حرب بتحطيم ما بقى من أوثان لثقيف في المنطقة، وبتكسير وتحطيم اللات وبقية أوثانهم أزيل آخر أثر للوثنية في منطقة الحجاز.
[كيف أضحك المغيرة الناس من ثقيف]
ويذكر المؤرخون وأصحاب السير أن المغيرة بن شعبة (كى يضحك الناس من ثقيف ويبرهن على اعتقادهم الخاطئ وغبائهم الكبير وأنهم كانوا يعيشون وأجدادهم وهمًا) مع هذا الصنم اللات آلاف السنين تظاهر -وهو يهدم الطاغية اللات- بأنها قد أصابته انتقامًا لنفسها، فخرّ متظاهرًا بأنه مغشى عليه، ليرى كيف يكون ردّ الفعل عند الجماهير المحتشدة حول الصنم، ولقد كان رد الفعل كبيرًا بين هذه الجماهير، فلم يكد المغيرة يسقط ويتظاهر بأنه مغشى عليه حتى تصايحت الجماهير المخدوعة فخورة بآلهتها اللات، معلنة أن الربة -كما يسمونها- لن تسكت على من يريد أن يمسها بسوء.
وبينما كانت الجماهير المغفلة المخدوعة في نشوة وهمها بأن اللات قد انتصرت لنفسها، إذا بالمغيرة بن شعبة يقف ساخرًا من تلك العقول الضالة، وموجها الحديث (في توبيخ وتقريع) لأولئك القوم من أهله قائلًا: (يا معشر ثقيف، كانت العرب تقول: ما من حي من أحياء العرب أعقل من ثقيف، وما من حي من أحياء العرب أحمق منكم، ويحكم، وما اللات والعزّى، وما الرَّبة؟ حجر مثل هذا الحجر، لا يدرى من عبده ومن لم يعبده، ويحكم أتسمع اللات أو تبصر أو تنفع أو تضر؟ ثم هدمها وهدم الناس معه (١)).
وفي مصادر الحديث عن هدم الصنم اللات جاء أن بني معتّب قوم المغيرة بن شعبة، عندما تبلَّغوا أن المغيرة ابنهم سيتولى بنفسه هدم (اللات) لبسوا السلاح ووقفوا إلى جانبه مخافة أن تعتدى عليه ثقيف بالقتل كما اعتدت على عمّه عروة بن مسعود، فقام بنو معتّب يحرسون المغيرة حتى انتهى من هدم