للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكلاب أخذت منها شيئًا، فنظرت فقالت: والله ما أفقد من أوعيتى شيئًا فقال: ناولينى قومى ونبلى! فناولته قوسه وسهمين معهما. فأرسل سهما. فوالله ما أخطأ به جنبي فانتزعته فوضعته وثبت مكانى، ثم رمانى الآخر فخالطنى به أيضًا. فأخذته فوضعته وثبت مكانى فقال لامرأته: والله لو كان زائلة (١) لتحرك بعد لقد خالطه سهماى لا أبالك إذا أصبحت فاتبعيهما لا تمضغهما الكلاب. ثم دخل خباءه وراحت ماشية الحى من إبلهم وأغنامهم فحلبوا وعطنوا (٢)، فلما اطمأنوا وهدأوا شننا عليهم الغارة فقتلنا المقاتلة وسبينا الذرية واستقنا النعم والشاء. فخرجنا نجدر قبل المدينة حتى مررنا بأبي البرصاء فاحتملناه. واحتملنا صاحبنا. وخرج صريخ القوم فجاءنا ما لأ قبل لنا به. ونظروا إلينا وبيننا وبينهم الوادي. وهم موجهون إلينا. فجاء الله الوادي من حيث شاء بماء ملأ جنبيه. وأيم الله ما رأينا قبل ذلك سحابًا ولا مطرًا. فجاء بما لا يستطيع أحد أن يجوزه فلقد رأيتهم وقوفًا ينظرون إلينا وقد أسندنا في المشلل (٣) وفتناهم. فهم لا يقدرون على طلبنا. فما أنسى رجز أميرنا غالب.

أبي أبو القاسم أن تعز بني ... وذاك قول صادق لم يكذب

في خَضَلِ (٤) نباته مغلو لب ... صفر أعاليه كلون المُذْهب (٥)

- ١١ -

[بعثة كعب بن عمير إلى ذات أطلاح. شهر ربيع الأول سنة ثمان للهجرة]

وفي ربيع الأول من سنة ثمان للهجرة بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كعب بن عمير مع أربعة عشر رجلا من أصحابه إلى ناحية الشمال خلف وادي


(١)) الزائلة. قال في نهہاية غريب الحديث: كل شيء من الحيوان يزول عن مكانه ولا يستقر.
(٢) عطنت الإبل: إذا سقيت وبركت عند الحياض لتعاد إلى الشرب أخرى. كذا قال في النهاية.
(٣) المشلل. ثنية مشرفة على قديد.
(٤) الخضل: النبات الأخضر.
(٥) مغازي الواقدي ج ٢ ص ٧٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>