للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[تعبئة الجيش وتعيين القواد في قديد]

وكما ذكرنا فيما مضى من هذا الكتاب فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - عندما فصل من المدينة بالقوات الرئيسية تحرك بهم على غير تعبئة. وذلك راجع (والله أعلم) إلى أن قبائل المناطق التي سيمر بها الجيش النبوى. موالية للإِسلام. وإلى أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - ينتظر انضمام قوات جديدة إلى جيشه من مختلف القبائل المسلمة أثناء تحركه. كما حدث بالفعل حيث انضم إليه أثناء الطريق الممتد من المدينة (حتى قُديد) ثلاثة آلاف ومائة مقاتل من مختلف القبائل على فترات.

وعندما اكتمل الجيش النبوى واحتشد منه في قديد عشرة آلاف مقاتل. عسكر الرسول - صلى الله عليه وسلم - هناك. معطيا قواته قسطا من الراحة.

ثم قام بتعبئة الجيش تعبئة كاملة. وعين قادة الألوية وضباط الكتائب. ووزع الرايات والأعلام على القادة والضباط.

[التعبئة كانت على أساس قبلي]

وقد أجمع المؤرخون على أن تعبئة الجيش النبوى التي تمت في سهل قُديد كانت على أساس قبلي، حيث عين لعساكر كل قبيلة ضابطًا من أبنائها. فقسم القبائل إلى عدة كتائب وكان عدد هذه الكتائب يتفاوت كثرة وقلة، تبعا لعدد المحاربين من أبناء القبيلة نفسها.

[كتائب الأنصار وضابطهم]

والقبيلة الوحيدة التي جعل كل عشيرة فيها كتيبة مستقلة لها ضابطها الخاص من أبنائها، هي قبيلة الأنصار من الأوس والخزرج (١) الذين بلغ عدد


(١) الأوس والخزرج هما جدا الأنصار. وهما أخوان وهما ابنا حارثة بن ثعلبة بن عمرو مزيقيا ابن ماء السماء (عامر بن حارثة الغطريف) ابن امرئ القيس بن ماذن بن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن كهلان بن سباء بن يشجب بن يعرب بن قحطان. والأوس والخزرج أهل منعة ونجدة وشجاعة. ومن أشهر المحاربين العرب. هاجروا إلى يثرب من منطقة مأرب بعد انهيار السد في أوائل القرن الأول للميلاد. وقد غلبوا اليهود الدخلاء في يثرب فانتزعوا منهم السيادة على يثرب قبل الإسلام بعدة قرون، وذلك بمساعدة أبي بجيلة ملك الغساسنة في الشام. ولما جاء الله بالإسلام كانوا أعظم=

<<  <  ج: ص:  >  >>