فما انتهت إليه (إذن) معركة أحد لا يمكن (من الناحية العسكرية أو السياسية) اعتباره نصرًا مؤزرًا لجيش مكة أو هزيمة (بمعنى كلمة هزيمة) لجيش المدينة.
نعم كانت خسارة المسلمين في معركة أُحُد خسارة باهظة في الأرواح (بالنسبة لخسارة المشركين) حيث بلغ عدد قتلى المسلمين ضعفي عدد قتلى المشركين (تقريبًا).
[نتائج المعارك لا تقاس بالخسائر]
فالمسألة (إذن) ليست أكثر من أن خسارة المسلمين في الأرواح هي أكثر من خسارة المشركين فحسب، ولكن هذا (من الناحية العسكرية) لا يمكن لأي خبير عسكري أن يعتبره نصرًا للمشركين وهزيمة للمسلمين.
قال اللواء الركن محمود شيت خطاب في كتابه (الرسول القائد) ص ١١٩، الطبعة الثانية:
أنا لا أتفق مع المؤرخين في اعتبار نتيجة غزوة أحد نصرًا للمشركين واندحارًا للمسلمين، لأن مناقشة المعركة عسكريًا تظهر انتصار المسلمين على الرغم من خسائرهم الفادحة في الأرواح في هذه المعركة. ثم يقول اللواء خطاب .. ونبدأ المناقشة من الوجهة العسكرية البحتة لإظهار نتائج غزوة أُحد.
لقد انتصر المسلمون في ابتداء المعركة حتى استطاعوا طرد المشركين من معسكرهم والإحاطة بنسائهم وأموالهم وتعفير لوائهم، ولكن التفاف خالد بن الوليد وراء المسلمين وقطع خط رجعتهم وهجوم المشركين من الإمام جعل قوات المشركين تطبق - من كافة الجوانب - على قوات المسلمين.