البلاد، فرجع إلينا فخبَّرنا أن الشاة قد شبعت، وأنَّ البعير يمشي ثقيلًا مما جمع من الحوض، وأن الغُدُر كثيرة مرويَّة فأردنا أن نلحق به.
وقال أبو قتادة: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في عمرة الحديبية ومنا المحِلُّ ومنا المحرم، حتى إذا كنا بالأبواء وأنا مُحلّ فرأيت حمارًا وحشيًّا فأسرجت فرسي فركبت، فقلت لبعضهم: ناولني سوطي، فأبى أن يناولني فقلت: ناولني رمحي، فأبى، فنزلت فأخذت سوطي ورمحي ثم ركبت فرسي فحملت على الحمار فقتلته فجئت به أصحابي المحرمين والمحلين، فشك المحرمون في أكله حتى أدركنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد كان تقدّمنا بقليل فأدركناه فسألناه عنه فقال: أمعكم منه شيء؟ قال: فأعطيته الذراع فأكلها حتى أتى على آخرها وهو محرم فقيل لأبي قتادة: وما خلفكم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: طبخنا الحمار فلما نضج لحقناه وأدركناه. وقد أخرج البخاري في صحيحه حديث أبي قتادة بلفظ آخر والمعنى واحد.
ك يف تلقت قريش النبأ؟
لقد شاع بين العرب نبأ خروج النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه معتمرين ولم يكن في هذا الخروج ما يدعو إلى الدهشة أو الاستغراب بين العرب الوثنيين عمومًا.
لأنَّ زيارة البيت (وخاصة في الأشهر الحرم) حقٌّ لكل إنسان مهما كان دينه أو لونه أو جنسه ... ذلك قانون غير مكتوب مجمع على العمل به بين جميع قبائل العرب.