وبالرغم من أن يهود بنى قريظة هم من سكان يثرب ومواطنون ملزمون (بموجب المعاهدة المعقودة بينهم وبين المسلمين) بالمشاركة في حفر الخندق، كعمل من أعمال الدفاع عن المدينة، فإن هؤلاء اليهود لم يشارك منهم أحد في عملية حفر الخندق، وكان هذا أول عمل (غير ودى) ومخالفًا لنصوص المعاهدة قام به يهود بنى قريظة.
ومن أجل إنجاز حفر الخندق (قبل وصول جيوش الأحزاب) أجهد الجيش نفسه في العمل، فكانوا يعملون في الحفر طيلة النهار ولا يستريحون إلا في الليل، وكان النبي القائد * يشرف بنفسه على أعمال الحفر، ويحفر بيده الكريمة مع المسلمين حتى تم إنجاز الخندق.
[ظروف صعبة]
وبالإضافة إلى أن عملية حفر الخندق (الذي لا يقل طوله عن خمسة آلاف ذراع) كانت -في حد ذاتها- عملية شاقة لغاية، فإن الظروف المعيشية التي قام المسلمون فيها بحفر الخندق، كانت ظروفًا صعبة جدًّا.
فقد كان ذلك العام (بالنسبة للمسلمين) عام مجاعة، فكان أكثر المسلمين الذين يقومون بأعمال حفر لا يجدون القوت الضرورى الذي يسدون به جوعتهم، بما في ذلك النبي الأعظم * الذي كان (وهو يقوم بأعمال الحفر) يربط الحجر على بطنه من شدة الجوع، وكان الطعام الرئيسى، للذين يجدونه، هو التمر فقط.