أصدر (كما هي عادته) مرسومًا عين بموجبه عثمان بن عفان حاكمًا على المدينة ينوب عنه مدة غيابة في هذه الغزوة.
وفي شهر جمادى الأول من السنة الرابعة للهجرة تحركت القوات الإسلامية من المدينة (بسرعة) في اتجاه غطفان بقيادة النبي - صلى الله عليه وسلم -.
ويظهر أن قبائل غطفان هذه المرة كانت أسرع في التحشد، وذلك أن الجيش الإسلامي لم يكد يصل إلى مكان يقال له (نخلا) وعلى مرحلتين فقط من المدينة حتى وجد قوات غطفان قد استعدت له بجمع عظيم.
فتقارب الفريقان إلا أنهم تواقفوا حيث خاف الناس بعضهم بعضًا، ولم يحدث اشتباك وإنما ظل الفريقان متواقفين مدة من الزمن دون أن يبدأ أحدهم بالهجوم على الآخر.
إلا أن قبائل غطفان في النهاية فضلت الانسحاب من مكان التلاقى فانهزمت وتفرق رجالها في رؤوس الشعاب، ويظهر أن المسلمين لم يتعقبوهم في انهزامهم وإنما اكتفوا بتشتيتهم، وبهذا حققوا الغرض الرئيسى الذي تحركت قوات المدينة من أجله، ولم يغنم المسلمون شيئًا من أموال غطفان ولم يقع أحد منهم في أسر المسلمين اللهم إلا بعض نسائهم وقعن سبايا كما هو العرف السائد بين المتحاربين في ذلك الظرف.
[صلاة الخوف في هذه الغزوة]
وفي غزوة ذات الرقاع صلى المسلمون (ولأول مرة صلاة الخوف)