الإِسلامية وقد كان منهم قادة عسكريون مظفّرون، منهم: السمح بن مال الخولانى أمير الأندلس الذي اجتاح في أوائل القرن الثاني الهجري جنوب فرنسا واحتل مدينة (طولوز)، ولا يزال حتى عهد قريب شارع فيها يسمى باسم السمح هذا، فهو بالفرنسية (بيّا الزاما) Wia Azzamma أي شارع السمح، ذكر ذلك الأمير شكيب أرسلان رحمه الله في كتابه (فتوحات العرب في أوروبا وجزائر البحر الأبيض المتوسط).
قدم وقد خولان (وهم عشرة نفر) على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في شعبان سنة عشر هجرية. فقالوا: يا رسول الله، نحن مؤمنون بالله مصدقون برسوله، وقد ضربنا إليك آباط الإِبل، وركبنا حزون الأرض وسهولها، والمنّة لله ولرسوله، وقدمنا زائرين لك، فقال - عليه السلام -: أمّا ذكرتم من مسيركم إليّ فإن لكم بكل خطوة خطاها بعير أحدكم حسنة، وأما قولكم زائرين فإنه من زارنى في المدينة كان جوارى يوم القيامة.
ثم سألهم عن صنمهم الذي كانوا يعبدون واسمه (عمٍّ أنس) فقالوا: بشر وعر أبدلنا الله ما جئت به، إلا أن عجوزًا أو شيخًا كبيرًا يتمسكان به، وإن قدمنا عليه هدمناه إن شاء الله، ثم علمهم - صلى الله عليه وسلم - شرائع الإِسلام وأمرهم بالوفاء والعهد وأداء الأمانة وحسن الجوار، وأن لا يظلموا أحدًا، ثم ودعوه وخرجوا إلى بلادهم بعد أن أجاز كل واحد منهم اثنتى عشرة أوقية فضة ونشا، فلما رجعوا إلى بلادهم، لم يحلوا عقدة حتى هدموا صنمهم (عم أنس) وحرّموا ما حرّم عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأحلوا ما أحل لهم (نهاية الأرب للنويرى، وتاج العروس للزبيدي ج ٦ ص ١٥٢ ج ٧ ص ٣١٢، وصفة جزيرة العرب للهمدانى ص ٥٣ - ٥٤، وطبقات ابن سعد الكبرى ج ١ ص ٣٢٤.
- ٣٠ -
[وفد جعفى]
جعفى (بضم الجيم وسكون العين) قبيلة قحطانية يمانية، ينحدرون من سعد العشيرة بن مالك من الكهلانية من مذحج. بين منارلهم وبين