للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[صلة الأنباط بالرومان]

أما صلة الأنباط (العرب) بالرومان (قبل الميلاد وبعده) فقد كانت متقلبة، فقد كان أباطرة روما، قبل الميلاد وبعده يحاولون القضاء على مملكة الأنباط واحتلال عاصمتهم بطرا (البتراء) لتتم لروما السيطرة الكاملة على الشام ومصر. ولكنهم كثيرًا ما يصطدمون بمقاومة عنيفة من ملوك دولة البادية القوية الشكيمة فيكفون عن عدوانهم. فيلجؤون إلى المهادنة وأحيانًا إلى محالفة ملوك (البتراء) وعندما يرون أن الفرصة قد سنحت لهم لضرب ملوك الأنباط والإِطاحة بهم لا يترددون في ذلك لذلك كانت الحرب (إن نشبت) بين عرب البتراء وبين الرومان سجالًا. وكثيرًا ما يُلحق الأنباط أشنع الهزائم بالرومان ومن يحالفهم ضد ملوك (البتراء) مثلما فعلوا بـ (هيروديس اليهودى) عميل الرومان وعاملهم على مملكة (يهوذا) والذي (بمساندة الرومان) حاول إخضاع الملك العربي (الحارث) ملك بطرا (البتراء) فاصطدمت جيوش الحارث بجيوش (هيروديس) على حدود مملكة الأنباط. وتم النصر الساحق لملك الأنباط (الحارث) على هيروديس. حيث شتت شمل جيوشه. فاستنجد (هيروديس) بسيده (طيباريوس) قيصر روما ليعينه للقضاء على الملك العربي (الحارث) فحاول القيصر إنجاد (هيروديس عميله) لتدمير مملكة الأنباط. فتحرك القائد الروماني فيتليوس (Vitellius) بأمر من القيصر لنجدة (هيروديس) ومساندته في محاولته القضاء على ملك الأنباط (الحارث). ولكن القائد الروماني عجز عن تنفيذ المهمة. فلم يتمكن من إنجاد (هيروديس) فظل مكسور الجناح يجتر آلام الهزيمة الشنعاء التي أنزلها به ملك البتراء العربي الحارث. حتى تضعضع حال الملك (هيروديس) فقبض عليه الرومان - بعد أن غضبوا عليه - ثمَّ نفوه إلى أسبانيا مبعديه بذلك عن عرشه في مملكة إسرائيل الواقعة ضمن دائرة النفوذ الروماني.

حدثت هذه الأحداث الخطيرة عام ٣٦ - ٣٧ بعد الميلاد. . هكذا جاء في تاريخ اليهودى (يوسيفوس) ص ٢١٤ - ٢١٥ (١).


(١) انظر مزيدًا من التفاصيل في كتاب العلامة البحاثة جواد على (تاريخ العرب قبل الإسلام) ج ٣ ص ٤٠ وما بعدها. وانضر أيضًا كتابنا (العرب في الشام قبل الإِسلام).

<<  <  ج: ص:  >  >>