معركة أحد هو نصر المشركين واندحار للمسلمين بكل معاني كلمة نصر واندحار.
المشركون لم ينتصروا حقًّا
والذي نراه (ولكل رأيه) أن المشركين لم يكونوا منتصرين في معركة أحد بالمعنى المتعارف عليه في الحروب، وكذلك المسلمون لم يكونوا منهزمين في هذه المعركة، بالمعنى المتعارف عليه، وخاصة في ذلك العصر.
وكل ما في الأمر أن المسلمين كانوا هم المنتصرين في ابتداء المعركة حيث ركبوا المشركين وطردوهم عن معسكرهم وأحاطو بنسائهم واستولوا على كل ما في العسكر بعد أن عفروا لواءهم في التراب إثر القضاء على الفصيلة التي كانت مسئولة عن حمله.
ثم حدثت الانتكاسة بعد تمرد الرماة، فاضطربت صفوف المسلمين وأضاعوا النصر الذي أحرزوه ودخلت المعركة في طور جديد، تغيرت بعده موازين القوى وعادت الريح للمشركين.
إلا أنه بالرغم من هذا التحول المريع فإن المسلمين لم ينهزموا كما انهزم المشركون الذين ولوا الأدبار وتركوا معسكرهم ونساءهم تحت رحمة جند الإسلام؛ ولواءهم مطروحا على التراب في الصفحة الأولى من المعركة.
بل إنهم (أي المسلمين) إلا قليلًا منهم، ظلوا يقاتلون بضراوة ليشقوا طريقهم وسط طوابير العدو المحيطة بهم، للاتصال بقائدهم والالتفاف حوله من جديد، مما جعلهم يدفعون الثمن غاليًا وهو سبعون قتيلًا وعشرات من الجرحى، حتى نجحوا في الوصول إلى نبيهم وتحلقوا