للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفاصلة .. وهذان المصدران هما ابن عمه نوفل بن الحارث وصفوان بن أمية.

كان صفوان بن أمية (حتى معركة حنين مشركًا) وفي مكة فاتحه الرسول - صلى الله عليه وسلم - بأنه بحاجة إلى السلاح نظرًا لكونه مقدمًا على خوض معركة كبيرة حاسمة مع هوازن، وطلب منه أن يمده بالسلاح قائلا: يا أبا أمية أعرنا سلاحك نلقَ به عدوَّنا غدًا. فقال صفوان: أغصبًا يا محمد؟ قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: بل عارية ومضمونة حتى نؤديها إليك. قال: ليس بهذا بأس. فأعطاه مائة درع بما يكفيها من السلاح (رماحًا وسيوفًا). وعند ذلك طلب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من صفوان أن يتولى نقل السلاح إلى مكان المعركة قائلًا: إكفنا حملها، فحملها صفوان على إبله إلى أوطاس فدفعها إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم -.

أما نوفل بن الحارث بن عبد المطلب (وكان من كبار تجار السلاح أيضًا) فقد أعان النبي - صلى الله عليه وسلم - في معركة حنين بثلاثة آلاف رمح، وقد استفاد الجيش الإسلامي فائدة عظمى من رماح نوفل بن الحارث هذه يوم حنين , شهد بذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - حين قال لنوفل: كأني أنظر إلى رماحك تقصف أصلاب المشركين.

[استقراض الرسول - صلى الله عليه وسلم - المال من أهل مكة]

كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - قد فتح مكة عنوة، وكان في استطاعته -بعد أن استسلمت له مكة- أن يأخذ (كفاتح منتصر) من المغلوبين أهل مكة ما شاء من أموال وسلاح.

أما السلاح فبالرغم من أن الأعراف الحربية تقضي بأن يصادر المنتصر كل قطعة سلاح في حوزة العدو المهزوم -فإن الرسول المنتصر - صلى الله عليه وسلم - لم يستول على شيء منها إلا التي ألقت بها في الشوارع بعض الوحدات القرشية التي عصت أمر أبي سفيان وقاومت الجيش النبوي وهو يدخل مكة ثم انهزمت.

أما الأسلحة المخزونة في البيوت بمكة، سواء كانت للتجارة أو للاستعمال الخاص، فلم يسمح الرسول - صلى الله عليه وسلم - بمصادرة شيء منها، فلم يحدث أي اقتحام لأى بيت من بيوت المهزومين القرشيين من قبل الجيش الإسلامي المنتصر بحثًا عن السلاح لمصادرته وقد رأينا كيف أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - استعار من

<<  <  ج: ص:  >  >>