للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقالوا له: قُتل رسول الله.

فقال: فماذا تصنعون بالحياة بعده؟ ؟ قوموا فموتوا على ما مات عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

ثم استقبل المشركين بسيفه واندفع نحوهم كالإعصار وهو يقول: "اللهم إني أبرأُ إليك مما جاء به هؤلاء (يعني المشركين) وأعتذر إليك مما يقول هؤلاء" (يعني المسلمين الذين ألقوا السلاح وفكروا في الاستسلام) ثم قاتل المشركين قتالا منقطع النظير حتى قتل - رضي الله عنه -.

كما أن ثابت بن الدحداح (١) عندما رأى الانهيار بين بعض المقاتلين المسلمين (لإشاعة مقتل الرسول)، صاح في قومه الأنصار يحرضهم على الاستبسال والمقاومة:

"يا معشر الأنصار إن كان محمد - صلى الله عليه وسلم - قد قتل فإن الله حي لا يموت، قاتلوا على دينكم فإن الله مظفركم وناصركم"، فنهض إليه نفر من الأنصار، فحمل بهم على كتيبة من سلاح فرسان مكة، فيها خالد بن الوليد وعمرو بن العاص وعكرمة بن أبي جهل وضرار بن الخطاب فحمل عليه خالد بن الوليد فقتله بالرمح وقتل من حمل معه من الأنصار (٢).

[الرسول ينقذ الموقف]

وهكذا أخذ المسلمون المحاصرون يشجع بعضهم بعضًا، فعدلوا عن فكرة الاستسلام، وأخذوا سلاحهم، واندفعوا (في بسالة) يصارعون


(١) هو ثابت بن الدحداح بن نعيم بن غنم البلوي - حليف الأنصار - صحابي جليل.
(٢) السيرة الحلبية ج ٢ ص ٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>