للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

- ٢٧ -

[وفد طئ]

طئ قبيلة قحطانية عظيمة، وهم من كهلان، بنو طئ بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان، تتفرع منهم بطون عديدة، كانت منازلهم باليمن، ثم خرجوا منها على إثر خروج الأزد منه، ونزلوا بنجد في جوار بني أسد، ثم غلبوهم على جبلى أجأ وسلمى واستقروا بهما، وطئ قوة حربية هائلة في الجاهلية والإِسلام، عندما حدثت فتن الردة بعد وفاة الرسول - صلى الله عليه وسلم - همت طئ بالارتداد، ولكن سيدهم الميمون. عدى بن حاتم صرفهم عن فكرة الردة فتحولوا إلى قوة جبارة في جانب خالد بن الوليد الذي بهم قاتل المرتدين من بني أسد، وفي حرب العراق عام ١٤ هـ كان لطئ مع المثنّى بن حارثة دور مشرّف في محاربة المجوس الفرس.

جاء وفدهم إلى المدينة مؤلفًا من خمسة عشر رجلًا، برئاسة الفارس الشهير زيد الخيل (١)، فلما دخلوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عرض عليهم الإِسلام، وأجاز كل رجل منهم بخمس واق فضة، وأعطى زيد الخيل اثنتى عشرة أوقية ونشّا بصفته رئيسهم.

وقد أثنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على زيد الخيل فقال: ما ذكر لي رجل من العرب إلا رأيته دون ما ذكر لي إلا ما كان من زيد فإنه لم يبلغ كل ما فيه، وسمّاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زيد الخير وقطع له فيد وأرضين معه، وكتب له بذلك، فخرج من عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جعًا إلى قومه، فلما انتهى زيد من بلد نجد إلى ماء من مياهه أصابته الحمى بها فمات، وقد ذكرنا فيما مضى من هذا الكتاب قصة الرجل عديّ بن حاتم وقصة إسلامه مفصلة.


(١) اسمه زيد بن مهلهل بن منهب الطائي. كان حسن الإِسلام، لما وفد على الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال له: ما اسمك؟ قال: زيد الخيل، قال: بل أنت زيد الخير، فسل، قال: أسأل عن علامة الله فيمن لا يريد، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: كيف أصبحت؟ فقال: أصبحت أحب الخير وأهله ومن يعمل به، فإن عملت به أثبت بثوابه، وإن فاتنى منه شيء حزنت عليه. فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: هذه علامة الله فيمن يريد وعلامة الله فيمن لا يريد ولو أرادك بالأخرى لهيأك لها ثم لا يبالى الله في أي واد هلكت.

<<  <  ج: ص:  >  >>