النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنه ساحر يفرق بين المرء وأبيه الخ، وتحذرهم الاستماع إليه والإصغاء لما يقول:
قال ابن إسحاق .. فجعل أُولئك النفر يقولون ذلك في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لمن لقوا من الناس. . وصدرت العرب من ذلك الموسم بأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فانتشر ذكره في بلاد العرب كلها.
غير أن كل هذه المقاومة الدعائية أو الحرب الباردة (كما يسمونها اليوم) لم تستفد قريش منها شيئًا، فلم تفتَّ في عضد النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم توهن من عزمه كل المشاغبات والعراقيل والاتهامات الي قامت بها قريش لصد الناس عن الإسلام، والتأثير على حامل رسالته رجاء أن يتخاذل فيتخلى عن دعوته، بل ظل النبي الأعظم - صلى الله عليه وسلم - صامدًا في وجه كل هذه الأحداث المتعبة، يواصل الدعوة إلى ربه صابرًا محتسبًا، غير آبه بكل ما يعترضه من عراقيل، فزاد أمره انتشارًا، وتزايد عدد الذين اتبعوه على دينه، مما ضاعف قلق قريش وزاد من حيرتها.
[التهديد بالحرب الأهلية]
ولما رأى قادة مكة أنهم قد فشلوا في حربهم الدعائية المنظمة التي شنوها على النبي - صلى الله عليه وسلم - ودعوته، وتأكد لديهم تصميم الرسول على المضي في دعوته مهما كلفه الأمر، سلكوا سبيلًا آخر لإجبار النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - على التخلي عن دعوة الإسلام التي قامت على أساس هدم الوثنية التي هي دين القرشيين يوم ذاك ... سلكوا سبيل التهديد بالحرب أن لم يكف محمد - صلى الله عليه وسلم - عن عيب آلهتهم ودعوة الناس إلى اعتزالها.
ولما كان أبو طالب (وهو عم النبي وكافله بعد جده عبد المطلب) بمثابة الحامي لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - والذائد عنه بين هذه القبائل الناقمة