للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بين رجال الدورية وبين الاعتداءِ على عثمان، حيث أُعلن حمايته لابن عمه إِذ نادي: يا معشر قريش إِن عثمان بن عفان في جواري فكفّوا عن عثمان.

[قيمة الجوار في الجاهلية]

وهذا الإِعلان من أَبان بن سعيد كافٍ لأَن يشلّ أي يريد صاحبها أن يمسَّ عثمان بن عفان بسوءٍ، ذلك أن قانون الجوار عند العرب في الجاهلية (وهو قانون غير مكتوب) له مكان القداسة، مجمعون على احترامه والعمل به، ولا يخرق هذا القانون إلا الذي لا يبالي أَن يعرض نفسه وقبيلته لحرب ضروس مدمِّرة.

فقد كان المتعارف عليه أَن من حق أيِّ فرد في القبيلة أَن يُعطى جواره ويعلن حمايته لأَيّ إنسان أراد .. وإذا ما فعل ذلك، فإن قبيلة المجير تصبح - تلقائيًا - ملزمة بتحمل مسؤولية هذا الجوار، وهي حماية الإنسان الذي يجيره الفرد المنتسب إليها.


= ألا ليت ميتًا بالضريبة شاهد ... لما يفتري في الدين عمرو وخالد
غير أن أبان نفسه هاجر قبل الفتح وأسلم أيام خيبر وشهدها مع النبي صلى الله عليه وسلم، وجعله النبي صل الله عليه وسلم قائدًا لإحدي السرايا، وزعم ابن إسحاق أن أبان ممن هاجر إلى الحبشة ولكن الأول أصح، وقد شهد أبان بن سعيد بدرًا مشركًا، فقتل أخواه (العاص وعبيدة) مشركين، ولاه النبي صلى الله عليه وسلم البحرين، وتوفي صلى الله عليه وسلم وأبان أمير عليها قاله الواقدي ... شهد أبان بن سعيد معارك الجهاد في الشام، واختلف المؤرخون في تاريخ وفاته، والراجح أنه قتل يوم أجنادين بفلسطين سنة ١٣ هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>