وكانوا فيما يبدو "وعلى الأرجح" قومًا رحلًا أول الأمر، ويظهر أنهم كانوا على وفاق مع مملكة تدمر قبل الميلاد وبعده، بدليل أن العلامة ابن خلدون ذكر في تاريخه ج ٢ ص ٥٤٤ أن من بين جنود الملكة الزباء أناس من بني سليح وحلوان كلهم من قضاعة.
[مشيخة أم مملكة]
وخلاصة القول أنَّه كان للقضاعيين بالشام في فترة ما بعد الميلاد وجود سياسى وعسكرى، وأطلق بعض المؤرخين عليهم اسم ملوك قضاعة في الشام.
غير أن الأقرب إلى الصواب أن مملكة القضاعيين في الشام أقرب ما تكون إلى المشيخة الكبيرة أطلق عليها (تجاوزًا) اسم مملكة. كمملكة أكيدر الكندى في دومة الجندل التي هي في واقعها مشيخة لا مملكة.
[مساحة مملكة أو مشيخة قضاعة في الشام]
والذي يرجح القول بأن مملكة قضاعة في الشام أشبه بالمشيخة منها بالمملكة. أنهم:
١ - كانوا تبعًا للرومان طيلة وجودهم في الشام يجمعون لهم الضرائب ويجندون لهم الجنود من أبنائهم ليكونوا ضمن الجيوش الرومانية في حروبها ضد أعدائها من الفرس وغيرهم.
٢ - كانت مملكة أو مشيخة قضاعة. مساحتها ضيقة جدًّا (إذا ما قيست بمساحة مملكة آل أذينة. أو حتى الغساسنة الذين أزالوا وجود قضاعة السياسي والعسكري من الشام).
فقد كانت مملكة قضاعة تشمل فقط الشريط الضيق من الشام الممتد على حدود الجزيرة العربية وهي (فقط) منطقة مؤاب ومعان ومؤتة وما حواليها من مشارف الشام والتي تمثل اليوم (فقط) لواء واحد من ألوية المملكة الأردنية الهاشمية المسمى (بلواء الكرك أو البلقاء) في الجنوب. لذلك أطلق المؤرخون الإِسلاميون على مملكة قضاعة في الشام كلمة (مشارف الشام).