ثم ينفى الكاتب استحقاق بني قريظة لأَيَّة شفقة فيقول: ولم يكن اليهود أَسرى حرب فيميل بهم إلى الشفقة، ولكنهم شرّ من الأَعداءِ، إذ يبيِّتون لأُناس يأْمنونهم ويخصونهم بحقوق الجار (والمواطن) وواجبات الذمام، وموقفهم هنا يختلف اختلافًا واضحًا عن موقف بني قينقاع وبني النضير.
فالأولون قد أبدوا البغضاءَ من أفواههم وأشاعوا الريب والشكوك ورأوا في الدعاية المغرضة سلاحًا لا يفلّ.
والآخرون (أي بنو النضير) قد ائتمروا على قتل الرسول - صلى الله عليه وسلم - تحالف مع بعض المنافقين على المناجزة دون أن تتيح لهم الفرصة طريقًا يصلون منه إلى التنفيذ، وهؤلاء وأُولئك أهون خطبًا من الذين سلّوا السيوف ووقفوا في صفوف العدو، وأوقعوا الهلع في قلوب يحيط ها الروع من كل ناحية، فتعادل الكفتين بينهما طيش لا يقره إنصاف.
وقد جلا بنو قينقاع وبنو النضير عن المدينة، فكانوا مثار القلق والفتنة ومبعث الضيق للمسلمين، فهم الذين حزَّبوا الأحزاب وجمعوا القبائل مع المشركين ليوم الخندق، فأعطوا بمؤامرتهم المزعجة محمدًا - صلى الله عليه وسلم - درسًا حاسمًا يحتِّم استئصال شأفتهم وتتبع أَفاعيهم في كل مكمن، ليطفئ لهبًا يستعر إذا هبَّت عليه الريح.
ويختم الأستاذ محمد رجب البيومي دفاعه عن الحكم الصادر والنافذ بحق يهود بني قريظة فيقول .. وقد تحقق الدرس مبدئيًا