للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفاصلة تحت ضغط أبي جهل الشديد على قريش. وعلى كره من عقلائها مثل أبي سفيان وعتبة بن ربيعة وحكيم بن حزام. ومن ذلك استنكاره لمشاركة قريش في الغدر بخزاعة ولومه قريشًا على ذلك، وعدم تطاوله على الرسول معتديا بيده أو شاتما بلسانه أيام وجود رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مكة قبل الهجرة. مثلما كان يفعل الزعماء الآخرون كعقبة بن أبي معيط والنضر بن الحارث وأبي جهل بن هشام وأبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب.

ولهذا، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يهدر دم أبي سفيان بن حرب، بل آمرا لعامة جنده بأن لا يقتل أحد منهم أبا سفيان هذا إن لقيه.

فقد قال - صلى الله عليه وسلم - وهو يتحرك بجيشه نحو مكة: "هم سائلوكم بأرحامكم - يعني قريشا - وأنتم لاقون بعضهم، فإن لقيتم أبا سفيان فلا تقتلوه (١) " وأبو سفيان هنا .. هو أبو سفيان بن حرب. لا أبا سفيان بن الحارث، لأن الأخير قد أهدر الرسول دمه. فأمر بقتله أينما وجد. ثم عفا عنه بعد أن التقى به واسترحمه كما تقدم تفصيله.

[القبائل المنضمة إلى الجيش النبوى في الطريق إلى مكة]

ذكرنا فيما مضى من هذا الكتاب أن القوات الرئيسية المتحركة من المدينة بقيادة الرسول - صلى الله عليه وسلم - كانت حوالي سبعة آلاف وأربعمائة مقاتل. وأن عددها ما زال يزداد بانضمام نحتلف القبائل إليه وهو يتحرك في طريقه نحو مكة حتى اكتمل عشرة آلاف مقاتل. وقد اكتمل هذا العدد في منطقة قديد من ديار خزاعة. وكانت آخر قوة قبلية انضمت إلى الجيش النبوى واكتمل بها عدد عشرة آلاف مقاتل هم بني سليم الذي كانوا ألف مقاتل كلهم من الفرسان.

[قوات غفار في الجيش]

وكانت غفار، أول قوة انضمت إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - عقب خروجه


(١) إمتاع الأسماع ص ٣٦٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>