لقد كان اليهود - وهم مصدر الفتن والقلاقل ومثيروا الحروب في كل عصر وزمان - هم الذين حزبوا تلك الأحزاب وحشدوا عشرة آلاف مقاتل من أعراب الجزيرة العربية لغزو المدينة واستئصال شأفة المسلمين فيها.
كما أن قريشًا - العدو العربي التقليدى للمسلمين - لها يد كبيرة في تنسيق هذا الغزو والتشجيع عليه والترحيب بفكرته التي جاءت من جانب اليهود.
أما قريش فقد كان نزاعها مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ودعوته نزاعًا قديمًا قدم الدعوة الإسلامية، وكان صراعها من أجل القضاء على الإسلام والمسلمين صراعًا قديمًا مزمنًا يرجع عهده إلى أول ظهور الإسلام، وقد خاضت قريش - في سبيل تحقيق هذا الهدف - مع المسلمين معارك رهيبة أولها معركة بدر الكبرى وآخرها معركة أُحد التي - بالرغم من انتصارها الوقتى فيها - لم تحقق لها هدفها المنشود.
أما اليهود فقد كانت العداوة والكره لكل من سواهم من البشر طبيعة متأصلة في نفوسهم، فما ظنك بمن جاء يحمل رسالة سماوية فيها الخطر كل الخطر على كيان هؤلاء اليهود المبنى على الغش والدس والوقيعة والاستغلال.
[حقد اليهود على النبي - صلى الله عليه وسلم -]
لقد كان اليهود (دونما جدال) يضمرون للنبي ودعوته من الحقد والبغض والحسد ما هو أعمق مما تضمره قريش وأحلافها من