ليالى المصير الحالكة تلك - صامدًا في وجه العاصفة - سوى قلة قليلة من صفوة أصحابه الذين قد ربطوا مصيرهم بمصيره، مثل أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد بن معاذ وطلحة بن عبيد الله ومن على مستوى هؤلاء شجاعة ويقينًا وإيمانًا.
ولقد بلغ الضيق والجهد والكرب والخوف - حتى من هذه الصفوة لشدة ما حاق بهم - شأوًا بعيدًا إلى درجة أنهم في تلك اللحظات الأخيرة من محنة الغزو المرعب، جاءوا إلى النبي القائد - صلى الله عليه وسلم - وأفصحوا له بصراحة عما يعانونه من شدة الخوف والضيق والكرب.
فقد قالوا له .. يا رسول الله لقد بلغت القلوب الحناجر فهل من شيء نقوله؟ قال نعم، قولوا: اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا (١).
وفي تلك اللحظات التي تعظام فيها البلاء على المسلمين جاء جبريل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فبشره بقرب انهزام الأحزاب، وأن الله سيرسل عليهم ريحًا وجنودا من عنده.
وقد ذهب الرسول - صلى الله عليه وسلم - ليطمأنهم وأخبرهم بما أخبره به جبريل من قرب نهاية الأحزاب، وصار - صلى الله عليه وسلم - يرفع يديه نحو السماء قائلا .. شكرًا شكرًا.
[دعاء الرسول وقت الشدة]
وفي صحيح البخاري أن النبي - صلى الله عليه وسلم - عندما تضافرت المحن وتحالفت البلايا عليه وعلى أصحابه وعندما تطورت عمليات الحصار واشتد ضغطها