للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الغوث. ولكن ننبذ إليه على سواء "أي نحاربه".

فقال أبو سفيان: ما هذا بشيء وما الرأي لنا إلا جحد هذا الأمر، أن تكون قريش دخلت في نقض عهد وقطع مدة. فإن قطعه قوم بغير هوى منا ولا مشورة فما علينا. قالوا هذا الرأي لا رأى غيره، الجحد لكل ما كان من ذلك قال: وإني لم أؤامر فيه وأنا في ذلك صادق، لقد كرهت ما صنعتم وعرفت أن سيكون له يوم عماس (١).

قالت قريش لأبي سفيان واخرج أنت بذلك (٢).

قريش تقرر مبعوثًا خاصًّا إلى المدينة لإِصلاح ما أفسدت

وبعد مشاورات طويلة أجمع سادات دار الندوة بمكة على أن يجحدوا اشتراكهم في نقض العهد وأن أنجع وسيلة لرأب الصدع واستمرار مفعول الهدنة هو أن تبعث قريش إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - مبعوثًا على مستوى عال يبلغه رغبتها في أن يزيد في مدة الهدنة. لأنه إذا ما أجابها إلى رغبتها هذه، تكون قد أَمِنَتْ العقاب على ما صنعت، وحصلت على تجديد الصلح الذي نقضته بمشاركتها بني بكر في الاعتداء على خزاعة حلفاء النبي - صلى الله عليه وسلم -.

[أبو سفيان مبعوث قريش في المدينة.]

وأجمع أشياخ دار الندوة على أن يكون مبعوث قريش الخاص إلى المدينة لمفاوضة الرسول - صلى الله عليه وسلم - لتجديد الصلح هو أبا سفيان بن حرب قائد عام جيوش قريش.

كانت قريش تظن أن خبر اشتراكها في الجريمة لن يصل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل وصول مبعوثها الخاص أبي سفيان بن حرب إلى المدينة.

فقد قال أبو سفيان: وما لي بد من أن آتي محمدًا فأكلمه أن يَزيد في الهدنة ويجدد العهد قبل أن يبلغه هذا الأمر. وخرج أبو سفيان وخرج معه


(١) يوم عماس: بفتع العين أي مظلم.
(٢) مغازي الواقدي ج ٢ ص ٧٨٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>