للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-٧ -

حملة الجموم (١) .. ربيع الآخر سنة خمس من الهجرة

كانت بنو سليم من أهل الجموم (وادي فاطمة) قد أَعانوا أَبا سفيان في حربه ضد المسلمين في معركة (الأحزاب) فاشترك منهم معه حوالي سبعمائة مقاتل، وافوه في مر الظهران (وادي فاطمة) وهو في طريقه إلى المدينة.

وكان الأعراب الذين اشتركوا في غزوة الأحزاب (ومنهم بنو سليم) قد أصبحوا بعملهم ذاك أعداءً محاربين للنبي - صلى الله عليه وسلم -.

لذلك من البدهي، (وخاصة بعد اندحارهم في معركتهم الخاسرة) أن يلقي عليهم النبي - صلى الله عليه وسلم - دروسًا تأْديبية بنقل المعركة إلى ديارهم حتى وإن بعدت، مثل ديار بني سليم القريبة من مكة ليرسخ في أَذهان هؤلاء الأَعراب المشركين أَن المسلمين أصبحوا سادة الموقف في الجزيرة، وأنهم قادرون على نقل المعركة إلى أي مكان يريدون من أَرض أعدائهم.

ومن ذلك أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث إلى ديار بني سليم بسرية بقيادة (زيد بن حارثة) للإِغارة عليهم وإرهابهم في الجموم (٢).


(١) الجموم (بفتح أوله وضم ثانيه) منزل من منازل بني سليم، قال ابن بليهد في (صحيح الأخبار): الجموم: عين جارية عليها زروع وغروس وهي في الظهران الذي يقال له اليوم (وادي فاطمة).
(٢) انظر، السيرة الحلبية ج ٢ ص ٩٩، وقد أسمى الموضع بالجموح، ويظهر أنه تصحيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>