أحدًا من الفريقين على ماصنع ... وضع قاعدة تشريعية هامة يتحتم بموجبها احترام وجهات النظر المختلفة في فهم النصوص بشرط أن يكون هذا الاختلاف عن اجتهاد نزيه سليم صادق.
كما هو الحال عندما اختلف الصحابة رضوان الله عليهم حول مفهوم الأمر النبوي بشأن صلاة العصر، فقد كان هدف كل من الفريقين هو (فقط) أداء الصلاة على النحو الذي يرضى الله عنه ورسوله.
ومن الجدير بالذكر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد اعتبر صلاة كل من الطائفتين صلاة صحيحة، حيث لم يأمر أحدا منهما بإعادة صلاته سواء الذين أدوها في الطريق في وقتها، أو الذين أدوها في بني قريظة بعد خروج وقتها.
أما فقهاء الإسلام فقد اختلفوا كذلك في فهم الأمر الصادر بهذا الصدد، عند البحث في باب تأخير الصلاة وتقديمها في السفر وغيره .. اختلفوا في أي من الفريقين من الصحابة هو المصيب يومئذ.
إلا أنهم مع هذا الاختلاف قد أجمعوا على أن كلا من الفريقين مأجور.
ففريق من العلماء (وعلى رأسهم أبو محمد بن حزم) يرى أن الذين أدوا الصلاة في الطريق في وقتها أخطأوا في اجتهادهم، وأن الذين أدوها في بني قريظة بعد غروب الشمس في غير وقتها هم المصيبون لأنهم صلوا كما أمر النبي - صلى الله عليه وسلم -.
[تأخير الصلاة أقرب إلى الصواب]
فقد قال أبو محمد في كتابه (جوامع السيرة) .. وعلم الله أنا لو كنا هناك لم نصل العصر إلا في بني قريظة، ولو بعد أيام.