للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منه استجابة لالتماسه-: والله لا أرسلك حتى تحسن في حلفائى، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: هم لك (١).

[الرتل الخامس وبنو النضير]

ولعل أبرز أدوار التعاطف والتلاحم بين الرتل الخامس من المنافقين وبين أصدقائهم اليهود هو دور هؤلاء المنافقين في حوادث فتنة يهود بني النضير الذين يعتبرون من أصدقاء عبد الله بن أُبيّ وفئته الباطنيين من الطابور الخامس.

فعندما ضرب النبي - صلى الله عليه وسلم - الحصار على هؤلاء اليهود في المدينة -عقب اكتشاف مؤامرة الاغتيال التي دبروها لقتل النبي- وكاد هؤلاء الهود يرضخون للإنذار الذي وجِّه إليهم من قبل النبي - صلى الله عليه وسلم - بأن يجلوا من المدينة، بعث إليهم زعيم الطابور الخامس (المنافقين) عبد الله بن أُبيّ بن سلول يحثهم على الصمود في وجه المسلمين ورفض إنذارهم، كما وعدهم بأنه وجماعته الباطنيين وحلفاءهم من الأعراب الوثنيين سيكونون إلى جانبهم ضد المسلمين.

وعندما انهارت مقاومة يهود بني النضير وقبلوا شرط الجلاء الذي أملاه المسلمون، ونزل واستوطن هؤلاء اليهود خيبر إلى جانب إخوانهم، ظلوا على صلة وثيقة بأصدقائهم المنافقين في المدينة (٢).

وظل هؤلاء المنافقون يقومون بين صفوف المسلمين بأعمال الطابور الخامس لحساب يهود خيبر حيث صاروا يتجسسون على المسلمين، فينقلون من أخبار وأسرار المسلمين كل ما يهم يهود خيبر معرفته والإلمام به.

[رأس النفاق يشعر اليهود بغزو المسلمين]

ولا أدلّ على ذلك من أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما اعتزم الزحف على خيبر، سارع


(١) انظر تفاصيل إجلاء يهود بني قينقاع في كتابنا (غزوة أحد).
(٢) انظر تفاصيل قصة جلاء يهود بني النضير في كتابنا (غزوة أحد).

<<  <  ج: ص:  >  >>