على خوض الحرب ضد قريش، فخاف القرشيون خوفًا شديدًا، لأنهم يدركون (سلفًا أن نتيجة هذه الحرب إذا ما نشبت) ستكون في غير صالحهم مستمدين هذا الإدراك من التجارب العلمية القاسية التي لمسوها في بدر وأُحد والخندق.
كيف نصح سهيل بن عمرو قريشًا بالجنوح إلى السلم! ؟ ..
ولهذا فقد سارع زعماء قريش إلي طلب الصلح من المسلمين، بناءً على مشورة ونصح سهيل بن عمرو سيّد بني عامر بن لؤي.
فقد كانت قريش (عندما شعرت بحراجة الموقف وازدياد حدة التوتر إلى حد الانفجار قبل البيعة) بعثت بسهيل بن عمرو وحويطب بن عبد العزّى (١) وآخرين من الزعماء إلى الحديبية ليجسّوا نبض المسلمين ويطلعوا على حقيقة الموقف كما هو بين المسلمين، ثم يقدّموا تقريرًا إلى نواب دار الندوة في مكة ليتخذ هؤلاء النواب القرار النهائي بشأن هذه الأزمة التي باتت تقلق المشركين - في الواقع - أكثر مما تقلق المسلمين.
ولقد اطلع سهيل بن عمرو وباقي أعضاء وفده - الذين هم في واقعهم
(١) هو حويطب بن عبد العزى بن أبي قيس بن عبد ود العامري القرشي أسلم عام الفتح، وكان من المؤلفة قلوبهم، شهد حنينًا مع النبي صلى الله عليه وسلم كان صديقًا لأبي ذر، وهو الذي دخل به على النبي صلى الله عليه وسلم في مكة فأسلم، وقد سر النبي صلى الله عليه وسلم لإسلامه، وكان غنيًّا موسرًا، أقرض النبي صلى الله عليه وسلم عند زحفه إلى حنين أربعين ألفًا انتقل حويطب من مكة إلى المدينة بعد الفتح، مات في خلافة معاوية سنة أربع وخمسين هـ. وحويطب هو الذي جدد أنصاب الحرم في عهد الخليفة عمر.