للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اختصار الطريق للتخلص من النبي - صلى الله عليه وسلم - فدبرت مؤامرة لاغتياله في المدينة.

وهذه أَول مؤامرة تدبرها مكة لاغتيال النبي بعد معركة بدر.

[بطل المؤامرة]

وقد اختارت مكة لتنفيذ هذه المؤامرة الخطيرة شيطانًا من شياطين قريش، وفارسًا من فرسانها المشهورين بعدائهم الشديد وبغضهم العارم للنبي ودينه ... وهو عمير بن وهب الجمحي، الذي زاده كرها للنبي وحقدًا عليه أَن أَسر المسلمون ابنه وهبًا يوم بدر.

فقد اتفق مع بعض زعماء مكة (وفي مقدمتهم صفوان بن أُمية الذي قتل أَبوه وأَخوه يوم بدر) على أَن يقوم باغتيال النبي في المدينة.

وقد كان من السهل تنفيذ هذه المؤامرة، لولا عناية الله.

ذلك أَن الوقت الذي حدّد فيه تنفيذ المؤامرة، كان وقتًا ليس من المستنكر فيه وجود أَي مشرك مكي في المدينة، فقد كان المنتدبون من مكة لدفع فداء الأَسرى، وإطلاق سراحهم موجودين بكثرة في المدينة.

لهذا كانت خطة المؤامرة تقضى بأَن يذهب عمير بن وهب إلى المدينة بحجة دفع الفداء عن ابنه (١) والعودة به إلى مكة.

وهناك يقوم باغتيال النبي - صلى الله عليه وسلم - بطريقة انتحارية حيث تعهد لصفوان بن أُمية بقتل النبي أَينما وجده وبين أَي قوم لقيه , وفي مقابل


(١) ابنه هذا اسمه وهب، أسلم فيما بعد، اشترك في فتح مصر تحت قيادة عمرو بن العاص , وتولى قيادة حملة بحرية للمساهمة في فتح عمورية، وذلك سنة ثلاث وعشرين من الهجرة، مات بالشام مجاهدًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>