القافلة في قبضة المسلمين، عند اقترابه من بدر لولا أن أسعفه الحظ عندما لقى مجدى بن عمرو وسأله عن جيش محمد، فقال ما رأيت أحدًا أنكره إلا أنني رأيت راكبين أناخا إلى هذا التل، ثم استقيا في شن لهما ثم انطلقا.
وهنا أسرع أبو سفيان إلى مناخ راحلتى الرجلين وتناول بعرات من فضلاتهما، وعند فحصها وجد فيها النوى (بذر التمر) فقال هذه والله علائف يثرب، وتأكد لديه أن الرجلين من أصحاب محمد، وأن جيشه لا شك قريب من العير إلى قد تقع بين لحظة وأخرى في قبضته.
وهنا رجع إلى العير مسرعًا وضرب وجهها محولًا اتجاهها نحو الساحل غربًا، وبهذا نجا بالقافلة من الوقوع في قبضة جيش المدينة.
[جيش مكة ونجاة العير]
وبعد أن تأكد أبو سفيان من نجاة العير أبلغ قريشًا ذلك وطلب منهم - ناصحًا - أن يعودوا بالجيش إلى مكة، قائلا (في رسالة بعث بها إليهم، وصلتهم في الجحفة) إنكم إنما خرجتم لتمنعوا عيركم ورجالكم وأموالكم، وقد نجاها الله، فارجعوا.
ولكن أبا جهل (وهو من أكبر الحاقدين على النبي محمد) - صلى الله عليه وسلم - رفض نصيحة أبي سفيان وأصر على أن يستمر الجيش في زحفه حتى بدر قائلا وكبرياءٍ وغطرسة:
والله لا نرجع حتى نرد بدرًا فنقيم بها ثلاثًا فننحر الجزور ونطعم