للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بابنى أرها بن الأصحم بن أبجر، فإني لا أملك إلا نفسي، وإن شئت أن آتيك فعلت يا رسول الله فإني أشهد أن ما تقول حق والسلام عليك يا رسول الله" (١).

إسلام جبَلة بن الأيهم

وهناك ملوك وأمراء آخرون كتب إليهم النبي - صلى الله عليه وسلم - يدعوهم إلى الإِسلام أو أرسل إليهم مبعوثين خاصين فأسلم أكثرهم. ومن أهم هؤلاء الملوك: جبلة بن الأيهم أحد ملوك غسان.

فقد ذكر المؤرخون أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - كتب إلى جبلة يدعوه إلى الإِسلام. وأن جبلة كتب إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - يعلن إسلامه. إلا أن أحدا من المؤرخين لم يورد نصّ أي من الكتابين (٢).

[مخاطبة الرسول - صلى الله عليه وسلم - ملوك وأمراء الشرق الأوسط: بداية التحول في مجرى تاريخ المنطقة]

ويمكن القول: إن نجاح النبي - صلى الله عليه وسلم - (بحنكته وبعد نظره) في إقامة هدنة بينه وبين أقوى قوة وثنية تعاديه في جزيرة العرب (هي قريش) قد أعطته فرصة كبيرة تفرغ فيها لأن يسحق (أولًا) الوجود الاستعمارى اليهودى في خيبر. ثم مكنته هذه الفرصة من أن يجعل صوت دعوته يتخطى (بصفة رسمية) حدود جزيرة العرب. فيتصل بملوك الروم والفرس والحبشة. يدعوهم (من مركز القوة والثقة) إلى الدخول في الإِسلام والتحول من عبادة المخلوق إلى عبادة الخالق.

فكان بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - بكتبه مبعوثيه الخاصين إلى الملوك والأمراء داخل وخارج جزيرة العرب .. يعتبر نقطة تحول خطيرة في تاريخ حركة وفعالية


(١) زاد المعاد ج ٣ ص ١٢٨ وصبح الأعشى ج ٦ ص ٤٦٦ - ٤٦٧ والوثائق السياسية ص ٧٨.
(٢) طبقات ابن سعد ج ١ ص ٢٦٥ والوثائق السياسية ص ٩٨ وقد ظل جبلة مسلمًا حتى ارتد عن الإسلام في خلافة عمر. وقصته مشهورة.

<<  <  ج: ص:  >  >>