للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النعمان (١) , فقد ناضل عن رسول الله مع المناضلين حتى عينه أصابها سهم المشركين حتى قفزت من محجرها ووقعت على وجنته.

قال ابن إسحاق: وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة أن رسول - صلى الله عليه وسلم - رمى عن قوسه حتى اندقت سيتها (٢). فأخذها قتادة بن النعمان فكانت عنده وأصيبت يومئذ عين قتادة بن النعمان حتى خرجت ووقعت على وجنته فأخذها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده وردها إلى موضعها وقال: اللهم أكسه جمالًا فكانت أحسن عينيه وأحدهما نظرًا.

[الانسحاب المنظم]

ضاعف المشركون من حملاتهم على مقر النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد أن عرفوا مكانه بعده الانتكاسة, وتلاحقت هجماتهم عليه بغية التخلص منه، وقد كان خليقًا بالمشركين أن يسحقوا المسلمين سحقًا كليًّا عند انتقاض صفوفهم وانفراط عقد نظامهم، وأن يقضوا على القائد الأعلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ساعة انفراد بعد انهزم الناس عنه.

ولكن ثبات الرسول صلى الله عليه وسلم واستبسال القلة من خلصاء أصحابه الذين استماتوا في الدفاع عنه ساعة اضطراب صفوف المسلمين بعد غلطة الرماة، كان له أكبر الأثر في إحباط الهجمات التي قام بها المشركون بغية الفتك بالذات النبوية، كما كان له أكبر الأثر في إعادة تنظيم المسلمين الذين ما كادوا يسمعون بسلامة قائدهم الأعلى النبي صلى الله عليه وسلم ويعرفون مقره حتى سارعوا


(١) هو قتادة بن النعمان بن زيد بن عامر بن سواد بن ظفر الأوسي أخو أبي سعيد الخدري لأمه، شهد بدرًا، صحابي جليل، كان من الرماة المشهورين شهد المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم شهد فتح مكة وكان معه يومه راية بني ظفر توفي سنة ٢٣ هـ.
(٢) سيت القوس طرفها.

<<  <  ج: ص:  >  >>