للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرجال: أبا جندل بن سهيل، وأبا بصير، وحال الرجال يا أم سلمة ليس كحال النساء، والقوم مصبحى، قد طالت غيبتى عنهم اليوم ثمانية أيام منذ فارقتهم، فهم يبحثون قدر ما كنت أغيب ثم يطلبوننى، رحلوا إلى فساروا ثلاثًا.

قال الواقدي: فدخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أم سلمة، فأخبرته أم سلمة خبر أم كلثوم، فرحب بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقالت أم كلثوم يا رسول الله، إني فررت بدينى إليك فامنعنى ولا تردنى إليهم يفتنوننى ويعذبونى، فلا صبر لي على العذاب، إنما أنا امرأة وضعف النساء إلى ما تعرف، وقد رأيتك رددت رجلين (تعنى أبا جندل وأبا بصير) إلى المشركين حتى امتنع أحدهما، وأنا امرأة.

[مطالبة المشركين بإعادة أم كلثوم]

وعندما اختفت أم كلثوم من مكة وعلم أهلها أنها هاجرت إلى الله ورسوله بعثوا لاسترجاعها أخويها الوليد وعمارة ابنى عقبة، تنفيذًا لبنود صلح الحديبية.

ويظهر أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - كان عازمًا على إرجاع أم كلثوم إلى أهلها بمكة لولا أن القرآن نزل بتشريع جديد. نبه الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى أنه إذا كان لا بد من إعادة الرجال إلى أهدهم بمكة (بموجب الاتفاقية) فإنه لا يجوز إعادة النساء المؤمنات (مطلقًا) وخاصة اللواتى تطلب قريش إعادتهن لمعاشرة أزواج مشركين لأنه من المحرم (بموجب التشريع الجديد) أن ينكح المشرك مسلمة أو ينكح المسلم مشركة.

والنص القرآنى الذي نزل - عقب هجرة أم كلثوم وحل مشكلتها - هو قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ} (١).


(١) الممتحنة ١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>