في قتالهم من منطلق مفهوم الجهاد في الإسلام" وهو المفهوم الذي على أساسه دخل القادة "زيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب. وعبد الله بن رواحة" معركة مؤتة. وخاضوا، أتونها بثلاثة آلاف مقاتل ضد مائتى ألف مقاتل.
فالموت في سبيل الله هو غاية ما يتمنى المسلم الصادق. لأنه موقن أن موته في سبيل الله سينتقل به إلى حياة في الدار الآخرة حيث الخلود في النعيم الذي لا يمكن وصفه أو تصوره.
ومن هذا المنطلق كانت دعوة عبد الله بن رواحة الذي حث قادة الجيش وشجعهم حينما ترددوا في "معان" على مصادمة الجيش الروماني رغم تفوقه الساحق حينما أشار إلى أن موتهم مجاهدين في سبيل الله إنما يعني الالتحاق بإخوانهم الشهداء في جنات النعيم، وهذا غاية ما يتمنى المسلم فلماذا الخوف والتردد إذن؟ .
[نشوب المعركة الطاحنة]
كان القادة الثلاثة لجيش الإسلام (زيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب. وعبد الله بن رواحة) في الصف الأول وفي القلب. وذلك هو الأسلوب المتبع عند المسلمين لخوض المعارك. القائد العام وهيئة أركان حربه (دائما) يكونون في القلب في الصف الأول في مواجهة العدو.
لقد كانت معركة "مؤتة" معركة رهيبة وكان إقدام المسلمين على خوضها مع ذلك التفاوت العظيم. هو (كما قلنا) مخاطرة عظيمة لم يشهد التاريخ مثلها.
وقد دفع المسلمون الثمن غاليا (دونما شك) لهذه المخاطرة .. تمثل هذا الثمن الغالى (بصورة رئيسية) في مصرع قادة الجيش الرئيسيين الثلاثة