الانفراط يسبب قصرًا في الرجل، ولا يزول هذا إلا بعد عودة ما انفرط إلى مكانه، وهذا لا يعود إلى مكانه إلا بعملية شد عنيفة تعيد العضو المفروط إلى مكانه، ولكن تكلف استقامة المشي ناب عن هذه العملية فعادت الورك إلى حالتها الطبيعية.
[تجمع المسلمين في الجبل]
وبعد أن وصل الرسول إلى المثابة المقصودة من الجبل أخذ المسلمون المشتتون هنا وهناك يتوافدون عليه ويتجمعون حوله، وبهذا أخذت حالة المسلمين في التحسن وأخذت قوتهم تتزايد من جديد، بعد أن أصبحوا في مركز حصين صدوا منه جميع المحاولات التي قام بها مشركو مكة لتطويقهم أو (تشتيتهم من جديد)، ذلك أن الرسول تحصن بالمسلمين في شرف عال من الجبل يشبه الصخرة العظيمة الممتنعة، فأصبح لذلك من الصعب وصول المشركين إليه، بل صار مجرد اقتراب المشركين من مقر قيادة الرسول الجديدة في الجبل يعرضهم لسهام المسلمين الذين أصبحوا (بعد انسحابهم) في مكان يشرف (تمامًا) على جيش المشركين الذي تجمع الكثير منه تحت المسلمين في فم الشعب من أُحد.
[طلب الرسول للماء]
وقد أصاب النبي - صلى الله عليه وسلم - عطش شديد أثناء الانسحاب، فطلب الماء، فذهب علي بن أبي طالب - وهم في الشعب أثناء الانسحاب - إلى المهراس (١) فملأ درقته ماء فجاء به إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليشرب منه فوجد
(١) المهراس .. قال أبو ذر، قال أبو العباس، ماء بأحد، وقال غيره المهراس حجر ينقر ويجعل إلى جانب البئر، ويصب فيه الماء لينتفع به الناس.