وقد أجمع أصحاب المغازي والسير على أن زعيم يهود بنى قريظة (كعب بن أسد) ما كان راغبًا (مطلقًا) في نقض العهد الذين بينه وبين المسلمين ولم تكن له آية رغبة في الغدر بهم، خوفًا على اليهود من النتائج المخيفة التي ستترتب على نقض العهد والغدر بالمسلمين في تلك الظروف الخانقة التي بلغت فيها حالة المسلمين من الدقة والحراجة أقصى الدرجات، لأن اليهود لم يكونوا واثقين من تغلب الأحزاب على المسلمين.
[شيطان خيبر في صفون بني قريظة]
ولكن شيطان خيبر والعدو رقم واحد للإسلام والمسلمين- حيى بن أخطب. . الذي تعهد لقادة قريش وغطفان- عندما حزّبها وشجعها على حرب النبي - صلى الله عليه وسلم - وفد علي بنى قريظة يدعوهم إلى اغتنام فرصة وجود جيوش الأحزاب وحسن لهم الغدر بالمسلمين والمشاركة مع الأحزاب في استئصال شأفتهم، هذا الاستئصال الذي ما كان سيد خيبر اليهودى الحاقد يشك لحظة في نجاح عمليته.
ولقد قاوم سيد بني قريظة كعب بن أسد هذه المحاولة الخطيرة طويلًا، وقبح لحيى بن أخطب فكرة ما يدعو إليه من الغدر بالمسلمين، وذكره بالعواقب الوخيمة التي سيتعرض لها شعب قريظة نتيجة هذا الغدر الذي يلح حيى بن أخطب في القيام به.
[ممانعة سيد قريظة في نقض العهد]
حتى إن كعبًا هذا عندما علم بقدوم حيى بن أخطب إلى ديار بنى قريظة لمقابلته أمر بإقفال باب الحصن في وجهه ورفض (أول الأمر