فبالإضافة إلى مناعة القلاع والحصون المشحونة بالمقاتلين اليهود الذين يفوقون المسلمين أضعافًا مضاعفة، كانت هناك رداءة الجو، فقد أُصيب كثير من المسلمين بالحُمّى وهم لمّا يبدأوا الهجوم على اليهود لأن خيبر منذ القدم مستوطَنٌ للحُمّى بسبب وجود كثرة المستنقعات فيها، وقد أثّرت هذه الحُمَّى على قوى المسلمين الجسدية، ولكن ذلك لم يثنهم عن عزمهم فواصلوا القتال بصبر وجَلدَ حتى تمَّ لهم النصر.
[كيف بدأ الهجوم]
هناك اختلاف بين المؤرخين في أي من حصون خيبر كان عرضة للهجوم الأول من قبَل المسلمين، إلا أنه بعد الاستقراء والمقارنة ترجح لدينا أن جمهرة المؤرخين يقولون: إن حصون النطاة والشق (وهي التي تقع في الشطر الأول من مدينة خيبر) كانت أول ما هاجمه المسلمون في خيبر وهي خمسة حصون.
وكان حصن (ناعم) أول حصن من حصون النطاة هاجمه المسلمون.
لقد كانت مهمة اقتحام حصون وقلاع خيبر مهمة صعبة للغاية، فهي حصون منيعة، وفتحها يتطلب آلات تدميرية مثل المنجنيق وباصقات لهب النفط التي كان استعمالها شائعًا لدى كثير من الأم ومنهم يهود خيبر أنفسهم، ولكن المسلمين عندما جاؤوا إلى خيبر لديكن لديهم أي شيء من هذه الآلات التدميرية.
ولهذا فقد لاقوا صعوبة كبيرة للمقاومة العنيدة التي أبداها اليهود المتحصنون وراء أسوار هذه الحصون.
[معسكر المسلمين الأول]
كان النبي - صلى الله عليه وسلم - كما ذكرنا فيما مضى من هذا الكتاب- قد قرر أن يهاجم خيبر من الناحية الشمالية في أعلى (النطاة) ليحول بين اليهود وبين الشام، ويمنع غطفان من أن تمدهم بالمقاتلين.
وفعلًا جعل النبي - صلى الله عليه وسلم - أول مقر لقيادته في أعلى النطاة في منطقة