للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[النبي يستشير خاصة أصحابه بشأن غزو مكة]

وكان الرسول - صلى الله عليه وسلم - قد طلب من أهله كتمان خبر الغزو عن أي إنسان كان قالوا: وأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عائشة أن تجهزه وتُخفى ذلك. ودخل أبو بكر على ابنته عائشة وهي تجهّز رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تعمل قمحًا وسويقًا ودقيقًا وتمرًا. فقال: يا عائشة، أهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بغزو؟ قالت: ما أدرى. قال: إن كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - همّ بسفر فآذنينا نتهيأ له. قالت: ما أدرى. فقال: يريد بني الأصفر -وهم الروم- فصمتت. قال: فلعله يريد أهل نجد فصمتت. قال: فلعله يريد قريشًا؟ فصمتت، فاستعجمت عليه، حتى دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال له أبو بكر: يا رسول الله أردت سفرًا؟ قال: نعم. قال: أفأتجهز؟ قال: نعم. قال أبو بكر: وأين تريد يا رسول الله؟ قال: قريشًا. واخف ذلك يا أبا بكر، قال: أوليس بيننا وبينهم مدة؟

قال: إنهم غدروا ونقضوا العهد، فأنا غازيهم. وقال لأبي بكر: اطو ما ذكرت لك، فظان يظن أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يريد الشام، وظان يظن ثقيفًا، وظان يظن هوازن (١).

[رسل النبي إلى القبائل لاستنفارها]

وعندما قرر الرسول - صلى الله عليه وسلم - الزحف على مكة بعث باثنى عشر من خلصاء أصحابه إلى البادية لاستنفار القبائل. وكان هؤلاء المبعوثون هم:

١ - أسماء بن حارثة (٢)، إلى قبيلة أسلم.

٢ - هند بن حارثة (٣) , إلى قبيلة أسلم.


(١) مغازي الواقدي ج ٢ ص ٧٩٦ طبعة أكسفورد تحقيق الدكتور مارسدن جونس.
(٢) هو أسماء بن حارثة بن سعيد بن عبد الله بن غياث الأسلمي. يكنى أبا هند، كان أسماء من أصحاب الصفة وكان ممن يتفانى في خدمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. توفى أسماء عن ثمانين سنة، في خلافة معاوية.
(٣) هو هند بن حارثة بن سعيد أخو أسماء بن حارثة. كان الاثنان من أصحاب الحديبية: وذكر البغوي أن هند هذا شهد بيعة الرضوان مع أخوة له سبعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>