للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا يزيدون عن أربعين راكبًا - مجرد رؤية محمد وجنوده الذين لا يقلون عن ثلاثمائة مقاتل.

لذلك تخلف من تخلف عن الحملة في المدينة، وقد أَفصح عن هذه الحقيقة أُسيد بن الحضير (١) وهو سيد من سادات الأَنصار - فقد قال للرسول معتذرًا - عندما لقيه مهنئًا بالنصر في الروحاء - والله يا رسول الله ما كان تخلفى عن بدر وأَنا أَظن أَنك تلقى عدوًا، ولكن ظننت أنها عير، ولو ظننت أَنه عدو ما تخلفت، فقال له الرسول صدقت.

وكان خروج النبي بجيشه من المدينة يوم الأَربعاء لثمان خلون من شهر رمضان سنة اثنتين من الهجرة.

[أمير على المدينة]

وقد استعمل على المدينة للصلاة بالناس ابن أُم مكتوب (٢).

أَما الإِمارة على المدينة فقد أَسندها لأَبى لبابة (٣) الذي أَعاده من الروحاء، بعد أَن أَعفاه من الاشتراك في حملة بدر.


(١) هو أسيد (بالضم) بن الحضير بن سماك بن عتيك الأنصاري الأشهلى، كان من السابقين الأُولين في الإسلام، شهد بيعة العقبة، وكان أحد النقباء فيها، وكان سيدًا شريفًا مطاعًا بين الأنصار، وقالت عائشة رضي الله عنها ثلاثة من الأنصار لم يكن أحد منهم يلحق في الفضل كلهم من بي عبد الأشهل، سعد بن معاذ وأسيد بن حضير، وعباد بن بشر، شهد أسيد أحدًا، وكان من الثابتين بعد الهزيمة وجرح في تلك المعركة سبع جراحات مات رضي الله عنها سنة إحدى وعشرين من الهجرة.
(٢) انظر ترجمته في كتابنا (غزوة أحد).
(٣) أبو لبابة، اسمه رفاعة بن عبد المنذر الأوسى الأنصاري، شهد بيعة العقبة وكان أحد نقبائها الإثنى عشر، كان أحد الذين تخلوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، ثم تاب الله عليه مع من تاب، شهد فتح مكة، وكان معه لواء قومه بني عوف مات في خلافة علي، وقيل عاش إلى ما بعد الخمسين من الهجرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>