أما في حرب الأيام في (حزيران الأسود) فقد حدث العكس إذ هزمت القلة القليلة الفاجرة الداعرة الكافرة الكثرة الكثيرة الهائلة المنتسبة إلى الإِسلام.
فالعرب كانوا في معركة حزيران (مع كثرتهم الهائلة) أكثر عتادا وأقوى وأجود سلاحًا من اليهود بصفة عامة.
هذه حقيقة لا سبيل إلى إنكارها. حتى وإن حاول البعض إنكارها؛ تبريرًا للهزيمة الفاضحة المخجلة.
إذن فالعرب لم يهزموا في حرب حزيران من قلة في عدد الرجال أو نقص في العتاد. أو ضعف في السلاح.
فعندما توزن الأمور (في حرب حزيران) بالموازين العسكرية العادية التقليدية؛ تبدو النتيجة الحتمية (حسب هذه الموازين) أن النصر الساحق سيكون حليف العرب ضد اليهود. لأنَّ كل مقومات النصر المادية المطلوب توفرها لتحقيق النصر متوفرة لدى العرب. تفوق ساحق على اليهود في الدبابات وبقية الآليات والأساطيل البحرية والطائرات وكل أنواع الأسلحة.
فلماذا إذن (مع تلك) نزلت تلك الهزيمة الفاضحة بالعرب.
الجواب سهل وبسيط هو الخواء العقائدى. . فالعرب دخلوا المعركة وهم في حالة انسلاخ يكاد يكون كليًّا عن العقيدة الإِسلامية الصادقة الراسخة، التي يصنع المتمسكون بها في قتالهم ما يشبه المعجزات. والتي كان تغلغلها في النفوس وتمكنها من القلوب المؤمنة يسد كل نقص مادى أو علمي أو فنى يعانى منه المحاربون المسلمون في ساحات الجهاد. كما حدث في (مؤتة) واليرموك والقادسية وأمثالها.
ترى لو كان شيء من ذلك الإِيمان الذي كان يعمر قلب زيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب وعبد الله بن رواحة وجنودهم الذين خاضوا معركة الأيام الستة في مشارف (مؤتة) قد لامس قلوب الرجال الذين قادوا آلاف