للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ} (١).

[مراقبة تحركات العدو]

وبعد أن تحرك جيش مكة وأخذ في الانسحاب من نقطة أحد انتدب الرسول - صلى الله عليه وسلم - أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ليقوم بعملية الاستكشاف وأمره بأن يتعقب جيش مكة ويراقب حركاته وإلى أين يتجه.

أيتجه إلى المدينة (التي لا تبعد عن مكان المعركة أكثر من ميلين لمهاجمتها أم يتجه إلى مكة؟

وقد أكد الرسول (كقائد خبير مطلع) لهيئة أركان حربه، بأن المشركين، إن ركبوا الخيل وجنبوا الإبل فهم يريدون مهاجمة المدينة وإن جنبوا الخيل وركبوا الجمال، فهم عازمون على الانسحاب إلى مكة رأسًا.

ثم أبلغ جيشه بأنه مصمم على منازلة الجيش المكي، والحيلولة بينه وبين احتلال المدينة إن هو اعتزم ذلك.

غير أن علي بن أبي طالب - بعد أن قام بعمليته الاستكشافية - رجع وأخبر الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن المشركين جنبوا الخيل وركبوا الإبل، واتجهوا إلى مكة.

قال ابن إسحاق .. ثم بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فقال "اخرج في آثار القوم فانظر ماذا يصنعون وما يريدون؟ ؟ .


(١) آل عمران ١٧٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>