للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قومه قالوا .. إن مما دعانا إلى الإسلام، مع رحمة الله تعالى وهداه لنا، لما كنا نسمع من رجال يهود، وكنا أهل شرك أصحاب أوثان، وكانوا أهل كتاب عندهم علم ليس لنا وكانت لا تزال بيننا وبينهم شرور.

فإذا نلنا منهم بعض ما يكرهون قالوا لنا: إنه قد تقارب زمان نبي يبعث الآن نقتلكم معه قتل عاد وإرم، فكنا كثيرًا ما نسمع ذلك منهم.

فلما بعث الله رسوله - صلى الله عليه وسلم - أجبناه، حين دعانا إلى الله تعالى وعرفنا ما كانوا يتوعدوننا به، فبادرناهم إليه فأمنا به وكفروا به، ففينا وفيهم نزل هؤلاء الآيات من البقرة:

{وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ}.

[حديث اليهود عن نبوة محمد - صلى الله عليه وسلم -.]

وذكر ابن إسحاق بسنده عن سلمة بن سلامة بن وقش (وكان من أصحاب بدر)، قال: كنا لنا جار من يهود في بني عبد الأشهل، قال .. فخرج علينا يومًا من بينه حتى وقف علي بنى عبد الأشهل -قال سلمة وأنا يومئذ من أحدث من فيهم سنًّا، على بردة لي مضطجع فيها بفناء أهلي- فذكر القيامة والبعث والحساب والميزان والجنة والنار، قال .. فقال ذاك لقوم أهل شرك وأصحاب أوثان لا يرون أن بعثًا كائن بعد الموت.

<<  <  ج: ص:  >  >>