للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

السرية والكتمان (ومن ذلك سلوك السبل غير المطروقة) ليأخذوا الغادرين على حين غرة ويقتصوا منهم للشهداءِ المغدور بهم.

ولكن (هذيل) الغادرة، لتوقعها قيام النبي - صلى الله عليه وسلم - بمثل هذه الحملة التأْديبية. . كانت على غاية التيقظ والانتباه، فقد بثَّت الأَرصاد والجواسيس في الطرق ليتحسسوا لها ويتجسسوا.

لذلك فما كاد النبي - صلى الله عليه وسلم - يقترب بجيشه من منازل هؤلاءِ الغادرين حتى انسحبوا منها فارين. . فاعتصموا برؤوس الجبال وذلك بعد أَن نقلت إليهم عيونهم خبر اقتراب جيش المسلمين من ديارهم.

[المطاردة]

ولما وصل النبھي - صلى الله عليه وسلم - إلى ديار (بني لحيان) وتأَكّد له فرارهم منه، عسكر في ديارهم بجيشه، ثم بث السرايا من رجاله ليتعقبوا هؤلاءِ الغادرين، ويأْتوا إِليه بمن يقدرون عليه.

وقد استمرت السرايا النبوية في البحث والمطاردة يومين كاملين إِلا أَنها لم تجد أَي أَثر لهذه القبائل التي تمنعت في رؤوس تلك الجبال الشاهقة.

الإِقامة في أرض العدو:

وبعد أَن يئس النبي - صلى الله عليه وسلم - من العثور على (بني لحيان) أقام في ديارهم لإِرهابهم وتحديهم (كما هي عادته) وليظهر للأَعداءِ مدى قوة المسلمين وثقتهم بأَنفسهم، وقدرتهم على الحركة حتى إِلى قلب ديار العدو متى شاؤوا.

<<  <  ج: ص:  >  >>